ربما يتوراى لاعبون مثل روبرت كورين وسمير هاندانوفيتش وبويان يوكيتش
وماركو سولر وميسو بريكو ، نجوم المنتخب السلوفيني لكرة القدم ، خلف شهرة
وتألق نجوم آخرين مثل الروسي آندري أشرافين والسويدي زلاتان إبراهيموفيتش.
بيد أن هؤلاء النجوم سيشاركون في نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا ،
وهي الفرصة التي ضاعت من بين يدي أشرافين وإبراهيموفيتش ، ونجوم آخرين.
وقد يمثل منتخب سلوفينيا ، ذلك البلد الصغير الذي يقع بين إيطاليا والمجر
وكرواتيا والنمسا ، والذي لا يتجاوز عدد سكانها مليوني نسمة ، ولكنه
سيشارك بجدارة بين أكبر وأفضل منتخبات العالم في كأس العالم المقبلة.
وقال ماتياز كيك ، المدير الفني للمنتخب السلوفيني ، قبل مباراته أمام
مضيفه الروسي بالعاصمة موسكو في الملحق الأوروبي الفاصل "مساحة بلدنا تقل
تقريبا عن مساحة موسكو".
ولكن آراء كيك تغيرت بعد مباراة الإياب بين الفريقين في ماريبور يوم 18
تشرين ثان/نوفمبر الماضي والتي أطاح فيها فريقه بالمنتخب الروسي ومديره
الفني الكبير الهولندي جوس هيدينك ، وتأهل على حسابه للنهائيات.
وقال كيك "كان واضحا أن قلوبنا كانت أكبر من روسيا بأكملها.. العزيمة
الرائعة وروح الفريق لدي لاعبينا كانت وراء تفوقنا في هذه المواجهة".
ورغم أن المنتخب السلوفيني ما زال بعيدا عن أضواء الشهرة ، كان الفريق ندا
عنيدا لمنافسيه على مدار تاريخ سلوفينيا ، الذي يبلغ 19 عاما ، بما في ذلك
منافسيه من الفرق الكبيرة في عالم كرة القدم.
كما نجح المنتخب السلوفيني من قبل في الوصول إلى البطولات الكبيرة حيث سبق
له أن أطاح بالمنتخب الأوكراني من التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس الأمم
الأوروبية عام 2000 ، ووصل الى نهائيات كأس العالم 2002 بكوريا الجنوبية
واليابان ، على حساب المنتخب الروماني.
وعلى الرغم من كون المشاركة في كأس العالم 2002 هي أبرز ما حققه هذا الجيل
الذي وصل للنهائيات انذاك ، تحولت البطولة إلى كارثة للفريق حيث أسفرت عن
استبعاد زلاتكو زاهوفيتش ، أبرز نجوم الفريق من القائمة خلال البطولة ،
كما قدم الفريق عروضا هزيلة للغاية في النهائيات ليقتل بذلك مشاعر كرة
القدم في بلاده.
واستمر تراجع مستوى الفريق بعدما فشل المدرب برلانكو أوبلاك ، أبرز لاعبي
سلوفينيا على مدار التاريخ ، في تشكيل فريق جديد قوي وهو ما بدأ كيك ،
اللاعب والمدرب السابق في نادي ماريبور ، أكبر الأندية السلوفينية ، في
العمل من أجله منذ توليه مسئولية الفريق في بداية عام 2007 .
ونجح كيك بالعمل والصبر في بناء فريق متماسك ومنظم بقيادة حارس المرمى
هاندانوفيتش ، نجم أودينيزي الإيطالي، ولاعب خط الوسط كورين (ويست بروميتش
ألبيون الإنجليزي) والمهاجم نوفاكوفيتش.
واكتسب المنتخب السلوفيني الخبرة تدريجيا مع كل مباراة خاضها في التصفيات
الأوروبية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010 وحافظ على روحه المعنوية
العالية رغم الكبوة الطارئة التي تعرض لها في منتصف التصفيات والتي حرمته
من احتلال قمة مجموعته في التصفيات ، وأجبرته على خوض الملحق الأوروبي
الفاصل أمام المنتخب الروسي.
وتحولت المواجهة مع المنتخب الروسي إلى "معركة للقلوب" ، كما وصفها كيك
الذي نجح في قيادة فريقه للفوز . وأصبح هذا الفوز حافزا للفريق على تغيير
نظرته لمنافسيه وعدم الرهبة من الأسماء الكبيرة.
المدير الفني :
كان ماتياز كيك /48 عاما/ لاعبا في مركز قلب الدفاع وأنهى مسيرته كلاعب في
صفوف فريق ماريبور السلوفيني بعدما قضى أبرز سنوات احترافه في فريقي
سبيتال وجراتس النمساويين.
ومع اعتزاله اللعب ، اتجه للعمل كمدرب مساعد ، ثم كمدير فني في فريق
ماريبور ولكنه أقيل عام 2006 وسط مشاكل مالية ومشاكل خاصة بالشغب في
ماريبور.
وتولى كيك تدريب منتخبي سلوفينيا للناشئين تحت 15 و16 عاما ، بينما عمل في
أوقات الفراغ بالإذاعة المحلية ، وكذلك معلقا كرويا بالتليفزيون السلوفيني.
وفي ظل تراجع النتائج بشكل مزعج ، أقال الاتحاد السلوفيني لكرة القدم
المدرب برانكو اوبلاك من تدريب المنتخب الأول وأسند المهمة إلى كيك في عام
2007 .
ونجح كيك في تعويض افتقاد فريقه الشديد للمهارات الفنية من خلال فرض
النظام على تشكيل وخطة اللعب ليمنع منافسي الفريق من اللعب بكامل قوتهم.
وأكد كيك أن هدفه في نهائيات كأس العالم هو تحقيق أول فوز للمنتخب
السلوفيني بعد هزيمة واحدة وتعادلين في مشاركة الفريق السابقة في نهائيات
بطولة عام 2000 .
نجم الفريق :
قال روبرت كورين /29 عاما/ ، قائد المنتخب السلوفيني لكرة القدم ، لدى سؤاله عن نجم الفريق "النجم هو الفريق".
وحمل كورين لاعب خط الوسط المهاجم بفريق ويست بروميتش ألبيون الإنجليزي على عاتقه عبء شارة القائد على مدار ست سنوات صعبة.
ولكنه ، وباقي أعضاء الفريق ، لم يقدموا أي أداء رائع قبل تصفيات كأس العالم 2010 .
وفي عام 2004 ، انتقل كورين إلى صفوف فريق ليلستروم النرويجي ، حيث نال
المكافأة على ذلك من خلال الانتقال إلى اللعب في إنجلترا بداية من عام
2007 .
كاد كورين يفقد القدرة على الإبصار نتيجة واقعة غريبة عندما اصطدمت الكرة
بقوة بوجهه في وقت سابق العام الحالي ، ولكنه استعاد الثقة على ما يبدو
بعد تعافيه من هذه الإصابة الغريبة.
وقال كورين "جميعنا أفراد ننضج بمرور السنين.. ولكن الأكثر أهمية هو روح الفريق التي نستطيع أن نوجدها".
ولا يرغب كورين في التفكير بشأن مستقبله ، باستثناء تفكيره في مسيرته مع المنتخب السلوفيني ومشاركته في كأس العالم المقبلة.
منتخب سلوفينيا في سطور :
تأسيس الاتحاد السلوفيني لكرة القدم : عام 1920 . الانضمام للفيفا : عام
1992 . أفضل مركز في تصنيف الفيفا : 25 في كانون أول/ديسمبر 2001 . أسوأ
مركز في تصنيف الفيفا : 134 في كانون أول/ديسمبر 1993 . مشاركاته السابقة
في بطولات كأس العالم : مرة واحدة عام 2002 . أفضل نتيجة في بطولات كأس
العالم : الدور الأول في بطولة 2002 . تاريخ التأهل للنهائيات : 18 تشرين
ثان/نوفمبر 2009 .