أحلام الرئيس وواقعية المدرب
بتاريخ-
25/05/2010 08:18:00 م
جوهانسبورج - (دويتشه فيله):قبل حوالي شهر من انطلاق مونديال جنوب إفريقيا ، احتل منتخب جنوب
إفريقيا، البلد المنظم للبطولة ، المركز التسعين في قائمة التصنيف العالمي
للاتحاد الدولي (فيفا). الأمر الذي يظهر جليا ، أن إمكانيات منتخب "بافانا
بافانا"، كما يتم تسميته في جنوب إفريقيا ، محدودة لمقارعة العمالقة من
حجم البرازيل والأرجنتين أو حتى إسبانيا صاحبة المركز الأول في التصنيف
العالمي.
وسيشهد المونديال القادم المشاركة الثالثة لجنوب إفريقيا في تاريخها.
وذلك بعد دورة فرنسا 1998 واليابان - كوريا الجنوبية في عام 2002. ولم
يتأهل منتخب "بافانا بافانا" عبر التصفيات ، وإنما نظرا لاحتضان بلاده
الدورة الحالية لتلك التظاهرة الدولية. وبالنسبة لسكان جنوب إفريقيا ،
والذي يبلغ عددهم 46 مليون نسمة ، ليس المهم كيف تأهل منتخبهم إلى
المونديال ، وإنما الأهم من ذلك أنه سيشارك في هذا العرس الكروي العالمي
على أرضه وأمام جمهوره.
مواجهة الديوككل مشجع في جنوب إفريقيا يدرك تماما ما يتوجب عليه القيام به عند
انطلاق المونديال: تقديم الدعم للمنتخب ، والأبواق البلاستيكية خير أداة
لذلك. وذلك في مهمة ستنطلق تحديدا في الحادي عشر من يونيو موعد مباراة
الافتتاح التي ستجمع بين منتخب "بافانا بافانا" ونظيره المكسيكي. وبعدها
سيواجه أصحاب الأرض كلا من منتخب أوروجواي والمنتخب الفرنسي بطل العالم في
مونديال فرنسا 1998، ضمن منافسات المجموعة الأولى.
ومن أبرز نجوم هذا المنتخب ، لاعب خط الوسط ستيفن بينار الذي يلعب ضمن
فريق إيفرتون الانجليزي. وقد سبق له أن لعب أيضا في صفوف بوروسيا
دورتموند الألماني في موسم 2006 - 2007 وخاض معه خمسا وعشرين مباراة ضمن
منافسات الدوري الألماني (بوندسليجا). وإلى جانب بينار ، هناك أيضا لاعبان
آخران من الدوري الإنجليزي وهما أرون موكوينا قائد المنتخب ولاعب خط وسط
فريق بورتسموث ، والمهاجم بيني ماكرتي من فريق ويستهام يونايتد.
ويمكن القول إن اللاعبين الثلاثة يشكلون قوة منتخب جنوب إفريقيا. أما
باقي زملائهم ، وبالرغم من موهبتهم العالية ، إلا أنهم يفتقرون إلى
التجربة والخبرة في خوض البطولات الدولية ، خاصة وأنهم يلعبون في الدوري
المحلي أو في بعض الدول الإفريقية الأخرى.
باريرا: " هدفنا التأهل إلى الدور اللاحق"وقد وضع رئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما ، وقبل أشهر من انطلاق البطولة ،
منتخب بلاده أمام ضغط هائل. وذلك عندما صرح أنه ينتظر "لقب بطولة كأس
العالم على الأقل!" وأنه لن يسمح "بأن تغادر الكأس إفريقيا". ولم يكتف
زوما بهذا القدر ، وإنما ترك العنان لأحلامه قائلا "أتمنى أن نلعب في
مباراة النهائي ضد البرازيل ونفوز عليها".
وأمام هذه الحماسة الرئاسية المفرطة ، أدلى مدرب منتخب جنوب إفريقيا ،
كارلوس ألبرتو باريرا بتصريحات أكثر واقعية مفادها أن منتخب "بافانا
بافانا" منتخب "ناشئ" مقارنة بالعمالقة ، وأن الهدف الرئيسي للطاقم الفني
هو "التأهل إلى الدور ثمن النهائي من البطولة".
ويدرك باريرا جيدا أن المهمة لن تكون يسيرة ، وأن النجاح فيها يستدعي حالة تأهب واستنفار شديدين من قبل جميع اللاعبين.
يذكر أن باريرا قاد البرازيل إلى بطولة العالم في دورة 1994 التي أقيمت
في الولايات المتحدة. كما أنه تولى مهام تدريب عدة منتخبات من بينها
المنتخب السعودي ما بين عامي 1998 و1999 ، والمنتخب الإماراتي 1990/1991 .
كما كان قد تولى ، قبل ذلك ، لمدة خمس سنوات تدريب المنتخب الكويتي.
مباراة الافتتاحوإذا نجح منتخب جنوب إفريقيا في ضمان بطاقة الفوز في مباراة الافتتاح ،
فإن ذلك من شأنه أن يمده بجرعة إضافية من الثقة والحماسة ، قد تقوده إلى
الدور اللاحق. وفي هذا الإطار صرح المهاجم ماكرتي بأن "المباراة الأولى
لفريقه تكتسي أهمية قصوى"، بل وأنها "بمثابة المباراة النهائية"، لأنها هي
التي ستحدد ما إذا كان منتخب بلاده سينجح في بلوغ الأدوار المتقدمة من
البطولة. وفي حال الفوز ، يضيف ماكرتي ، "فإننا سنصبح مفاجأة المونديال
بدون منازع".
ويجب القول ، بأن آمال جنوب إفريقيا في مونديال تاريخي على أرضها تعززت
بشكل كبير ، بعدما بلغ منتخبها نصف نهائي بطولة كأس الأمم للقارات العام
الماضي بفضل أداء أقنع الجميع ووعد بالكثير.
غياب لعقودتجدر الإشارة إلى أن جنوب إفريقيا استبعدت من البطولات الدولية لمدة 42
عاما ، بسبب نظام التمييز العنصري الذي كان سائدا في البلاد منذ عام 1948
إلى غاية 1990.
ومنذ عودتها إلى المحافل الكروية الدولية والإقليمية ، لم تحرز جنوب
إفريقيا سوى لقب واحد في تاريخها. وكان ذلك عام 1996، عندما فازت في
مباراة النهائي على حساب تونس بهدفين نظيفين في بطولة الأمم الإفريقية
التي أقيمت على أرضها.
ويبقى السؤال ، هل ستصيب المغنية العالمية لبنانية الأصل شاكيرا
بأغنيتها الشهيرة "This Time for " Africa "الوقت حان من أجل إفريقيا".