عدوي العزيز... قبل لقاء الجزائر وسلوفينيا!
يلعب حليش وبيتشنيك معاً في نادي ناسيونال ماديرا البرتغالي، وفوق ذلك
فإنهما أصدقاء، لا يفوتان مناسبة دون أن يمتدح أحدهما الآخر، أويشيدا
بمنتخبي بلادهما. وعندما يلتقيان في بولوكوين ستكون تلك أول مرة يواجهان
فيها بعضهما بعضا، ويتبادلان القمصان في المشهد المعتاد بعد كل مباراة،
يضحك النجم الجزائري "سيظل القميص معي... مع الفائز"!
سيشهد ستاد موكابا في بولوكوين مواجهة غير مسبوقة في التاريخ الكروي.
سيلتقي المنتخب الجزائري، الممثل الوحيد للعرب مع منتخب سلوفينيا، في أول
مشاركة له في بطولات كأس العالم بعد انفصال بلاده عن يوغوسلافيا السابقة.
وستشهد تلك المباراة أيضاً مواجهة من نوع آخر بين صديقين خارج الملعب،
يلعبان لنادي ناسيونال البرتغالي في جزيرة ماديرا البرتغالية، هما حليش
وبيتشنيك. وفي نهاية المباراة، وبغض النظر عن النتيجة فإنهما سيتعانقان
وتستمر صداقتهما، وربما يلتقيان على العشاء في نفس الليلة،ولكننا لانعرف
بالتحديد من منهما سيدفع الحساب!
حليش الذي ما زال صغيراً يعيش حالة توتر كبيرة هذه الأيام ، وهي أمر طبيعي
يسبق عادة أول مباراة في تلك البطولة الكبيرة، ومع ذلك فإن النجم الجزائري
ينفي ذلك "لست عصبياً بل العكس أنا هادئ. أنا أتحرق شوقاً لبدء البطولة،
ومع اقترابها تزداد الإثارة عندي".
ويبدو أن شعور بيتشنيك لا يختلف كثيراً, ولكن المهاجم السلوفيني الشاب
يشدد على أهمية المباراة الأولى "ستكون منازلة شرسة بدون شك، لأنه بغض
النظر عن الفائز ، فإن النقاط الثلاث تمثل خطوة كبيرة نحو التأهل للدور
الثاني".
والحقيقة أن الحديث عن كأس العالم بين اللاعبين، بدأ منذ وقت مبكر نسبياً
، منذ كانا معاً في البرتغال. يتذكر بتشنيك:" تعودنا على اللعب سوياًَ،
وأخبرته أننا قد نواجه بعضنا في تلك البطولة، والشيء الذي توقعناه قد حدث
بالفعل!"
ويصادق النجم الجزائري على تلك الرواية" هذه حقيقة، فقد تحدثنا طويلا عن
إمكانية لقائنا معاً، واتفقنا أنها ستكون مباراة رائعة مثيرة".
ولا يخفي النجم السلوفيني رغبته وأمنيته في الفوز "أريد أن أكسب ، وأنا
واثق أنه يريد أيضاً الفوز" ، ولكن هذه الثقة لا تمتد إلى يقينه من الطرف
الذي سيدفع ثمن وليمة العشاء" نحن في النهاية أصدقاء ، ولن نختلف حول من
سيدفع الحساب، فلابد من أن يتكفل أحدنا بهذه المهمة، وفي النهاية أتمنى
حظاً أوفق لكل منا ، وعلى العموم، فإننا اتفقنا على أن نتبادل الفانلات في
نهاية المباراة".
ويبتسم حليش مؤكداً ذلك في خبث" سنتبادل الفانلات ، ولكن قميص الفوز سيظل
معي! ولكن هذا لاينفي أن بتشنيك إنسان ممتاز وصديق مخلص، وهو شخص جاد
مستقيم، ومن ناحية الاحتراف فهو لاعب جيد، لقد رأيت المباراة التي أحرز
فيها هدفا في موسكو، وقد كان هدفا مؤثراً، استطاع إحرازه في الدقائق
الأخيرة ليخفف من خسارة منتخب بلاده أمام المنتخب الروسي. كنت سعيداً من
أجله وشجعته، وقد كان له دور مؤثر في تأهل بلاده لكأس العالم".
ومن جانبه يؤكد بتشنيك عن صديقه "هو مدافع وسط ممتاز، ولكن صداقته هي
الأهم عندي، لقد شاهدت له مباريات قليلة مع منتخب بلاده، وأتذكر جيداً
مباراته ضد المنتخب المالي في بطولة الأمم الأفريقية الأخيرة، عندما أحرز
هدفاً برأسه، وقد كان هدفاً حاسماً ساعد المنتخب الجزائري على التأهل
للدور التالي."
ويشير النجم السلوفيني إلى المنتخب الجزائري بقوله" هو منتخب قوي بلا شك
يتميز باللعب الجماعي، والتنظيم الجيد في الملعب، وربما سرقوته يكمن في
جماعيته، لا المستوى الفردي لكل لاعب، وأعتقد أن الفريق الأقل أخطاء في
المباراة هو الذي سيكسب في النهاية".
ويرد عليه حليش قائلاً "المنتخب السلوفيني يضم عناصر جيدة ، وهو
منتخب قوي ينبغي أن نعامله باحترام ، وهو يتميز بالتكتيك الجيد، ومستواه
ممتاز، ولن تكون المباراة سهلة بالنسبة لنا ، صحيح أننا تغيبنا طويلاً عن
كأس العالم، إلا أن المنتخب السلوفيني يشارك أيضاً لأول مرة، لذلك فإن كلا
منا لديه الدافع للإجادة وترك انطباع جيد. وأعتقد أن هناك أوجه تشابه
كثيرة بين المنتخبين، فهما يجيدان التنظيم في الملعب ، ويلعبان بانضباط
تكتيكي ، ويحاولان ألا يرتكبا أية أخطاء.لا أدري إن كان الآخرون يتفقون
معي في ذلك، ولكني أتمنى أن يقدم المنتخبان عروضاً جيدة، وسيكون التأهل
للدور الثاني أمراً مدهشاً رائعاً بالنسبة لنا".
لعل ذلك الحديث يكشف لنا صفة أخرى يشترك فيها النجمان وهي التعاطف مع الصحفيين وتفهم طبيعة عملهم.